الحرڤة عن طريق حاويات السفن هي الطريقة الكلاسيكية الأكثر أمانا للهجرة، والتي قلما تسجل فيها حالات وفاة، لكنها تخفي خلفها أسرارا وتفاصيل دقيقة وأساليب يجب التقيد بها جيدا حتى تكلل بالنجاح، وربما أول ما يتبار إلى ذهن من يجهل خباياها، هو طريقة الدخول إلى الميناء، و كيف يتم إختراق الحراسة المشددة، وطريقة الإحتيال على دوريات تفتيش الحاويات، وهل ينجح حراڤة الحاويات في الوصول إلى الضفة الأخرى:؟
####SIKI####
كيف يتم التحضير للعملية
كما يقال أهل مكة أدرى بشعابها، هذه الطريقة للحرڤة عادة مايقوم بها شباب يسكنون بالقرب من الميناء، حيث يمكنهم مراقبة الميناء من أماكن عالية مثل الجسور والأبنية المرتفعة في محيط الميناء للتعرف على حركة أعوان الحراسة وعددهم ومواقيت مناوبتهم، و كذلك مواقيت دخول السفن و خروجها، وتسجيل كل شيئ يمكنه أن يساعد على إنجاح العملية، ولأن التسلل إلى الميناء يكون ليلا فعادة ما يتناوب على عملية المراقبة ثلاثة أو أربعة أشخاص كل ليلة لمدة أسبوع، يقومون خلاله بجمع المعلومات الكافية التي يتم على أساسها وضع جدول زمني للتنفيذ .
####SIKI####
طريقة إختراق الحراسة المشددة للدخول إلى الميناء
دخول الميناء هو أمر سهل جدا، ولأن الحراڤة بهذه الطريقة هم غالبا من أبناء المنطقة المجاورة للميناء فهم يعرفون جيدا أعوان أمن حراسة الميناء، وبذلك يتم الإتفاق مع أحدهم مقابل دفع مبلغ بسيط من المال .. ليقوم بتمهيد الطريق لهم، وأعوان أمن الميناء بدورهم يعرفون الحراڤة جيدا، و ثمة اتفاق ضمني بينهم، ”الدفع مقابل المرور بدون مشاكل”، و بالمقابل يلتزم الحراڤة بالتكتم في حال تم القبض عليهم و تقديمهم للمحاكمة.
####SIKI####
عملية التسلل إلى الميناء
بعد التزود ببعض المستلزمات البسيطة للرحلة مثل الأكل والماء، يقوم الحراڤة بإرتداء لباس قديم فوق اللباس الأصلي حفاظا على عدم إتساخه أو تمزقه تحسبا للخروج به عند الوصول إلى أوروبا، وبعد التسلل إلى الميناء بمساعدة أعوان الأمن يتم تحديد الحاوية التي سيتم شحنها رسميا في الباخرة بناء على المعلومات التي تم جمعها مسبقا، يقوم الحراڤة برصد تحركات أعوان الحراسة الذين يجوبون الميناء في مجموعات، وعند شعور أحدهم بالتعب، يخلفه آخر … وعند انشغالهم بذلك وابتعادهم عن المكان، يسرع الحراڤة إلى الحاوية و يختبؤون خلف السلع.
####SIKI####
كيف يتم الإحتيال على مفتشي الحاويات
يكون الإحتيال على الأعوان المكلفين بتفتيش الحاويات قبل شحنها في الباخرة بإستعمال قطعة كبيرة من ورق كرتوني يتم دهنها بألوان الحاوية، ثم يتسلل الحرّاڤة إلى الحاوية التي تكون مفتوحة لحظات قبل تفتيشها، ويقومون بأخذ قطعة الكرتون ويحدثون فيها طيات تجعلها تبدو و كأنها أحد جوانب الحاوية، ثم يختبؤون وراءها، و يلتزمون الصمت أثناء مرور أعوان التفتيش الذين يسلطون الضوء على جميع جوانب الحاوية، غير أن الصمت المطبق يؤكد لهؤلاء و كأن الحاوية فارغة … ليقومو بعدها بتشميعها”. و عند ابتعادهم يتوزع الحراڤة عبر أركان الحاوية لتفادي ميولها أثناء رفعها.
يجدر الذكر أنه هناك من لا يفضل إستعمال الكرتون، ويفضل بدلا من ذلك إستعمال صفائح حديدية تقارب مساحتها مساحة مدخل الحاوية، لأنها تجعل الحاوية تبدو وكأنها فعلا فارغة، حيث نجح العديد من الحراڤة باستعمالهم لهذه الطريقة، بالرغم من أنها خطيرة عن سابقتها، لأنها تعرضهم إلى خطر الاختناق، إلا أنهم غالبا ما يقومون بإحداث ثقوب صغيرة على مستوى الصفيحة قصد دخول الأكسجين.
####SIKI####
هل ينجح حراڤة الحاويات في الوصول إلى الضفة الأخرى
هناك العديد من الحراڤة وخاصة من أبناء المناطق المجاورة للميناء ممن نجحوا فعلا في الوصول إلى الضفة الأخرى، جرّاء اغتنامهم فرصة إقامة المعارض التي عند انتهائها تشحن السلع لإعادتها إلى بلادها…”.
لتبقى الحرڤة عن طريق حاويات السفن هي الطريقة الأكثر أمانا لكنها الأكثر فشلا أيضا لمن لا يعلمون خبايها ولا يجيدون التخطيط لها، حيث هناك من يتسلل إلى الميناء عبر السياج لكنه يجهل تماما ماذا ينتظره في الداخل.






ليست هناك تعليقات