رغم المساعي الحثيثة من أجل غلق المعابر الحدودية من تركيا إلى أوروبا عبر طريق البلقان إلا أن تدفق المهاجرين لم يتوقف، وتجارة تهريب البشر تزداد إزدهارا عبر هذه المعابر ويتم تأسيس مراكز ومعابر جديدة لها من طرف المهربين.
فقد جاء في تقرير نشرته صحيفة "فيلت آم زونتاغ" الألمانية مؤخرا، يفيد بأن تهريب البشر عن طريق معبر مدينة تيميشورا يزداد بإستمرار، لأن هذه المدينة التي تقع في غرب رومانيا والتي يبلغ عدد سكانها 300 ألف نسمة، تعتبر نقطة محورية لتهريب المهاجرين نحو غرب أوروبا، كما جاء في تصريح للشرطة الفيدرالية الألمانية نقلته ذات الصحيفة فإن مدينة تيميشورا تعتبر مركزا لمهربي البشر عبر البلقان".
ويتم تهريب المهاجرين عن طريق شاحنات نقل البضائع من مدينة تيميشورا وضواحيها عبر الحدود إلى هنغاريا، ومن هناك إلى غرب أوروبا مرورا بالحدود النمساوية إلى ألمانيا. وينتمي أغلب المهربين إلى دول جنوب وشرق أوروبا كما صرحت الشرطة الألمانية والتي أكدت أيضا أن الشاحنات التي تستعمل في التهريب هي ملك لشركات تركية.
تعرف فيما يلي على الطرق الجديدة وما يتعرض له المهاجرون من مخاطر:
####SIKI####
إختناق المهاجرين
يتم تزويد الشاحنات المخصصة للتهريب بطبقة مخفية في الجزء المخصص للشحن لا يتعدى إرتفاعها 40 إلى 50 سنتيمترا يختبئ فيها المهاجرون، ونظرا لضيق المكان فإنهم يتعرضون لخطر الإختناق خاصة منهم من يعانون من مشاكل في التنفس وأمراض الصدر ورهاب الأماكن الضيقة، ويدفع المهاجرون مبلغ 500 يورو أو أكثر للمجازفة بحياتهم وخوض هذه المغامرة الخطيرة.
ورغم إنخفاض أعداد المهاجرين الذين يعبرون إلى أوروبا الغربية عبر طريق البلقان منذ إغلاق هذا المعبر قبل ثلاث سنوات، تبقى الهجرة إلى ألمانيا وباقي دول الإتحاد الأوروبي عبر طريق تركيا تستهوي العديد من المهاجرين.
ويمارس المهربون الآن نشاطهم على العديد من الطرق المؤدية إلى غرب أوروبا إنطلاقا من تركيا واليونان، بما في ذلك طريق البلقان الذي يعد الأكثر شهرة، عبر صربيا وكرواتيا.
كما صرحت وسائل إعلام كرواتية مؤخرا عن فتح طريق جديد في البلقان، يمر المهاجرون عبره من اليونان إلى أوروبا الغربية عن طريق ألبانيا ==> الجبل الأسود ==> البوسنة والهرسك ==> كرواتيا ==> سلوفينيا.
وأشارت وزارة الهجرة في البوسنة في تقرير لها مؤخرا إلى زيادة في عدد المهاجرين الذين يدخلون البلاد قادمين من صربيا والجبل الأسود من أجل المرور إلى غرب أوروبا، وهو ما يؤكد فعلا وجود طريق جديد في منطقة البلقان ..
وبعد أن حالت الحواجز والدوريات وتشديد الرقابة على الحدود إلى تضييق الخناق على المهاجرين، أصبح الحرّاقة يعتمدون أساسا على مهربي البشر ويدفعون لهم مبالغ معتبرة مما أدى إلى إزدهار هذه التجارة ..
####SIKI####
تاريخ الهجرة عبر طريق البلقان
بدأت قصة طريق البلقان سنة 2015، حين دخل مئات الآلاف من المهاجرين إلى غرب أوروبا عبر هذا الطريق. مما أدى إلى إعلان سلوفينيا وصربيا وكرواتيا ومقدونيا وهنغاريا وبلغاريا في مارس من سنة 2016 عن إغلاق حدودها في وجه المهاجرين، عن طريق بناء سياج حدودي، وعدم السماح لمن لا يحمل تأشيرة الدخول بالمرور عبر حدودها، لكن المهاجرين غالبا ما يكتشفون طرقا جديدة للعبور إلى دول غرب أوروبا عبر هذا الطريق.



ليست هناك تعليقات